رئيس الهيئة العامة للاستثمار ياسر المنصور: مؤتمر الاستثمار في الحديدة 2022م حدث استثنائي قل نظيره في ملف الترويج للاستثمار في اليمن
.
الثورة نت
وأنتم تحضّرون لمؤتمر الاستثمار بمحافظة الحديدة .. نود منكم التوضيح عما هو المؤتمر؟ ومتى تم إقرار عقده ؟ وما هي فكرته؟ والجهات التي ستشارك فيه ؟ وبرعاية من؟ وما الأهداف التي تسعون لتحقيقها من خلال هذا المؤتمر؟
– مؤتمر الاستثمار حدث استثنائي قل نظيره في ملف الترويج للاستثمار في اليمن، حيث لم تتجاوز التجربة اليمنية لترويج الاستثمار سوى مؤتمرين وكان ذلك في صنعاء عام 2007م وحضرموت 2008م، وتتركز الفكرة في “الترويج للموقع ومزاياه التنافسية” ويستهدف الترويج ثلاثة مواقع بمساحات تتسع لأكثر من 100 مشروعاً استثمارياً، منها مشروع صناعي ومشروعان سياحيان ويحظى المؤتمر برعاية واهتمام مباشر من فخامة المشير مهدي محمد المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، ويتشارك القطاعان العام والخاص في الإشراف والتحضير للمؤتمر على مستوى اللجان.
لماذا تم اختيار الحديدة تحديداً لإقامة المؤتمرفيها؟ وما هي المشاريع التي يعمل عليها المؤتمر؟ وهل هناك فرص محددة سيعرضها المؤتمر للمستثمرين الذين سيشاركون في المؤتمر؟ وما هي الفرص التي سيطرحها المؤتمر؟
– محافظة الحديدة وهبت مجموعة من المزايا التنافسية في المجالات المستهدفة (الصناعي والسياحي)، ومحافظة الحديدة مدينة تجارية ولوجستية ملائمة للتموضع الفعال في خطوط التجارة العالمية بما تمتلكه من مقومات للموانئ البحرية في مواقع “الحديدة والصليف ورأس عيسى” وكلها ذات مزايا تنافسية استثنائية من حيث الإنشاءات وإمكانية تطوير الميناء الحالي في الحديدة من الجيل الثاني إلى الثالث، أو المزايا الاستثنائية التي يمكن استثمارها مستقبلا للموانئ غير المستثمرة في رأس عيسى والصليف وهي ذات مزايا نسبية عالية جدا تتجاوز الموانئ المنافسة إقليميا بالإضافة إلى مطار الحديدة كمنصة تصدير بمواصفات ومزايا عالية الكفاءة بالمقاييس الاقتصادية في مجال خدمات النقل الجوي، كما تعتبر محافظة الحديدة مدينة صناعية وبيئتها الخارجية محفزة للاستثمار ابتداء بقربها من الأسواق الاستهلاكية محليا وإقليميا، وقربها من خطوط التجارة الدولية البحرية والجوية، وتوفر فرص استثمارية لوجستية، وقربها أيضا من الموارد الطبيعية المعروضة للاستثمار في المجالات الزراعية والسمكية والتعدين.
أما بيئة التمكين للصناعة فقد تم تخصيص منطقة صناعية متوسطة لموقعي ميناء الحديدة (القائم) وميناءي الصليف ورأس عيسى لتمثل المنطقة الصناعية في الحديدة ظهيرا خلفيا للموانئ اليمنية على البحر الأحمر.
ما المقومات التي تمتلكها المنطقة الصناعية بالحديدة ؟ وما الفرص الاستثمارية التي سيتم الإعلان عنها في إطار المؤتمر؟
– الحديدة مدينة إنتاجية على مستوى الأنشطة الإنتاجية الزراعية والسمكية والتعدين، وعلى المستوى الصناعي التحويلي واللوجستي، وكذلك الخدمي وهي مدينة ملائمة للاستقرار والسكن، نركز في هذا المؤتمر على بناء مخزون للفرص الاستثمارية وبدأنا بنوعين من الأنشطة هما السياحة والصناعة التحويلية وتم اختيار الفرص الاستثمارية في القطاع الصناعي على أساس تحقيق هدف تخفيض فاتورة الاستيراد بزيادة القيمة المضافة المحلية، وفي القطاع السياحي على أساس زيادة القدرة على استقبال واستيعاب السياحة الداخلية في المدى قصير الأجل.
ما التحضيرات التي استكملت وسبق تنفيذها لعقد مؤتمر الاستثمار في محافظة الحديدة ؟ وهل من تسهيلات سيعلن عنها من قبل الدولة في المؤتمر الذي يحظى باهتمام كبير من قبل رئيس الجمهورية ؟
– مؤتمر الاستثمار هو نتيجة تكامل مجموعة سياسات حكومية وتكامل مع القطاع الخاص على مستوى الإعداد في تحديد مواقع الفرص فإن قيادة محافظة الحديدة عملت مع الهيئة من بداية العام 2021م في مهمة بناء مخزون فرص استثمارية للمحافظة، والتنسيق لتوثيق المواقع للفرص الاستثمارية بدون مشاكل كضمان هو أبرز التحضيرات التي أنجزت، ويحظى سير تحضير المؤتمر بإشراف مباشر من رئيس المجلس السياسي الأعلى، وقد توالت الزيارات الميدانية للاطلاع على الأعمال التحضيرية من قبل عناية محافظ البنك المركزي ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاقتصاد – وزير المالية ، هذا الاهتمام من قبل عناية الرئيس والمسؤولين عن السياستين النقدية والمالية، مؤشر كافٍ على أن هناك عروضاً تحفيزية ستقدم للمستثمرين.
في دول العالم الثالث دائما ما يواجه المستثمر التحديات والمعوقات البيروقراطية التي يمارسها البعض بين الحين والآخر.. ما الذي قمتم به لإزالة تلك المخاوف على صعيد القوانين والإجراءات لتشجيع الاستثمار بمختلف أنواعه؟ وما الضمانات التي ستقدم للمستثمرين في المؤتمر؟
– نظام النافذة الواحدة هو أفضل آليه: للتعامل مع المستثمرين وقد أقر مجلس إدارة الهيئة في اجتماع المجلس إقامة مركز خدمات المستثمر داخل المنطقة الصناعية، وحظي هذا القرار بعناية رئيس مجلس الوزراء وستتم إقامة حجر الأساس والبدء فيه في العام 2022م، وبصورة مؤقتة تقدم الهيئة خدمات النافذة الواحدة من خلال فرعها، بالإضافة إلى أنه وضمن عناية محافظ الحديدة قد تم تخصيص موقع داخل مقر المحافظة لاستقبال وتقديم خدمات النافذة الواحدة.
لماذا اختارت الهيئة الحديدة كقاعدة انطلاق لها في عملية عقد المؤتمرات الاستثمارية ؟
– تكلمنا في سؤال سابق عن المزايا التنافسية لمحافظة الحديدة، أما العامل الأهم هو قيادة المحافظة ممثلة بعناية الأستاذ محمد عياش قحيم وفريق عمله، واستجابتهم الإيجابية ووعيهم بأهمية الاستثمار وخلق ثقافة الترحيب بالمستثمرين في المحافظة.
هل سيتم تكرار فكرة إقامة المؤتمر ؟
– مؤتمر الاستثمار قريبا سيتحول إلى ظاهرة تنتشر في جميع المحافظات اليمنية، وتتكرر على مستوى كل محافظة، إذا تحقق شرط بناء قدرة المحافظة على إعداد مخزون فرص استثمارية وتخصيص مواقعها، بالإضافة إلى فريق الترويج للمحافظة بالشراكة بين مجلس المحافظة والغرفة التجارية والصناعية في المحافظة، وأخيرا بناء فريق مصغر مرتبط بعمليات المتابعة في مكتب المحافظ لتسهيل عمليات التسجيل والتصاريح للفرص الاستثمارية المعدة مسبقا.
ما الدور المقدم من الدولة والهيئة والجهات ذات العلاقة لإنجاح فعاليات المؤتمر ؟
– مؤتمر الاستثمار فرصة لتكامل دور الجانب الحكومي في التخطيط وتصميم الفرص الاستثمارية وتحديد مواقعها، ويأتي التكامل مع الجانب في القطاع الخاص والمستثمرين الحكوميين والقطاع المصرفي في الترويج للفرص الاستثمارية وتمويلها.
هل تتوقعون نجاح المؤتمر كما خطط له ؟
– في مؤتمر الاستثمار خططنا لعرض أكثر من 100 فرصة استثمارية في نوعين من الأنشطة وبكميات محدودة ومتنوعة، إذا ما قارنا القدرات الإنتاجية المخططة بحجم الفجوة في الاستيراد، وحجم الفجوة في الطاقة الاستيعابية لفنادق ومنتجعات الحديدة فإننا نؤكد القدرة على النجاح.
يقدم القطاع الخاص توصيات بتقديم حوافز إضافية، وهي ممكنة في إطار السياسة المالية والنقدية وتمت مناقشتها وعرضها ونتوقع أن يفاجئنا رئيس المجلس السياسي بمنح حوافز إضافية للمناطق الاستثمارية المحددة مسبقا وتتفق مع التوجه التنموي للحكومة اليمنية.
هل تجدون الظروف مهيأة لإقامة المؤتمر على الرغم ما يمر به الوطن جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي الغاشم؟
– مؤتمر الاستثمار لا توجد قيود على حجمه ومحتواه، إلا أن أفضل المؤتمرات هي الزاخرة بالفرص الاستثمارية الواضحة وإعلان حوافز ومزايا جديدة، نحن نتفاعل بإيجابية استباقية لنهيئ الظروف للمستثمرين، نرى أننا بتوفيق الله في حكومة صنعاء وبالدعم المجتمعي قادرون على خلق الظروف، وتبقى التحديات بعضها نعالجها جذريا والبعض يستمر معنا لفترة طويلة حسب طبيعته.
هل من مشاريع استثمارية تم تنفيذها مؤخرا في عدد من المحافظات؟
– نعم يتم تسجيل وتنفيذ مشاريع استثمارية بشكل سنوي، يوجد انخفاض في عدد المشاريع بالمقارنة عن الفترة قبل بدء العدوان، ومن المؤشرات الإيجابية أن أكبر المجموعات الصناعية اليمنية حصلت على تمويل للتوسع في مشاريعها بمقدار 70 مليون دولار ، ما يعد مؤشرا إيجابيا ومحفزا لرؤوس الأموال على الاستثمار في القطاع الصناعي.
هل الاستثمار مربح في ظل العدوان أو الحصار ؟
– في أي ظرف تربح الأنشطة نسبيا، وترتفع نسبة الأرباح وفق ظروف الاستهلاك والطلب, وفي ظروف الحرب والعدوان نجد أنشطة اقتصادية تزدهر وأنشطة تندثر، ومن الأنشطة الاقتصادية المزدهرة في ظل الحصار والعدوان الصناعات الغذائية والأدوية والبلاستيك ومصانع الملابس وغيرها مما له علاقة بالغذاء والكساء.
ما الدعوة التي توجهونها للمستثمرين قبيل انعقاد المؤتمر ؟
– في مؤتمر الاستثمار الذي سيقام بالحديده ستجدون أسلوبا مختلفا في تقديم الفرص الاستثمارية المحددة الموقع والقدرة الإنتاجية ومؤشراتها الأولية، هذا الأسلوب الجاد والعملي هو نتيجة تشارك القرار مع القطاع الخاص في مجلس إدارة الهيئة.
ما أبرز الأنشطة التي نفذتها الهيئة العامة للاستثمار ؟ وما الدور الذي لعبته في استقطاب وتشجيع المشاريع الاستثمارية خلال المرحلة الراهنة ؟
– القيام بتنسيق وتمويل مجموعة من الدراسات للقطاعات الواعدة وإعداد بطائق الفرص الاستثمارية للمشاريع التي تحقق الأهداف الاستراتيجية، تتم الدراسات بالتشارك مع القطاع الخاص ما أنعكس إيجابا في مستوى التنفيذ وعلى سبيل المثال التوسع في التصنيع الدوائي والتوسع في مجال أنشطة تربية الدواجن، ومن خلال مؤتمر الاستثمار يتم تنفيذ الدراسات في أنشطة الصناعة التحويلية الغذائية ومواد البناء في المنطقة الصناعية لمدينة الحديدة.
ما رسالتكم للمستثمرين؟ وما الرسالة الأخيرة التي تودون إيصالها؟
– استثمروا في الحديدة، للمهتمين بالصناعة التحويلية باتجاه الشمال في المنطقة الصناعية، وللمهتمين بالخدمات السياحية باتجاه الجنوب إلى شواطئ الخوخة، المزايا التنافسية عالية وفق معايير الأنشطة الصناعية وكذلك السياحية.